الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

«إمبراطورية رفعت الجميل فى دمياط» حكاية رجل أعمال يتحكم فى قمـــح مصـــر

الأمريكان والكروات يشترطون الجميل لإتمام اتفاقيات القمح لمصر!
يبدو أنها الخطيئة.. جاءت فى موعدها.. حان الوقت لكى نرفع أذان إمبراطورية حقيقية أنشأها فى دمياط رجل أعمال.. يدعى رفعت الجميل الزميل الأصغر والابن المدلل لحسنى مبارك، والصديق المقرب للفريق أحمد شفيق والمشرف على الزيجة الثانية لأحد وزراء الداخلية فى عهد مبارك داخل فيلته بكبريت لابنة أحد الطيارين الكبار.
قبل أن يبزغ اسم هذا الإمبراطور كان قد جاء مع عائلتة مهاجرا من بور سعيد فى زمن الحرب، ونجح والده فى شراء محل لتجارة الحبوب بشارع فكرى زاهر ببندر دمياط، والتحق بكلية الطيران وأصبح طيارا عمل بجوار حسنى مبارك إلى أن أحيل إلى التقاعد قبل رتبة اللواء، وبعد عام واحد فقط أنهى عمله بالإمارات، وكان قد تعرف على رجل أعمال من مركز منيا القمح بالشرقية، وكان هذا الرجل المستورد الوحيد للقمح الأمريكى فى ميناء الاسكندرية وكان يملك طائرة خاصة، جاء الجميل لقيادتها من الإمارات ليصبح مديرا لأعمال رجل القمح الشرقاوى الذى لقى مصرعه فى حادث، وكانت كل أوراقه وأعماله فى يد رفعت الجميل الذى سارع بممارسة نفس نشاط رجل الأعمال الشرقاوى، وقام بتحويل نشاط القمح من ميناء الإسكندرية إلى ميناء دمياط الذى كان حديث النشأة فى بداية التسعينات.. ومن هنا بدأ صناعة الإمبراطورية التى حكمت دمياط ماليا وسياسيا.
..حكايات هذا الرجل التى انطلقت من ميناء دمياط امتدت بسرعة الصاروخ إلى فيلات وشواطئ كبريت فى فايد بالإسماعيلية ومنها إلى أراضى وادى النطرون بالبحيرة ٢٥٠٠فدان لزراعة الفاكهة والخضر (الأورجانيك) المعد للتصدير فقط، ومنها إلى أراضى غرب المنيا (خمسة آلاف) فدان قام بإعادتها للدولة فى زمن الإخوان، ومنها إلى أراضى الطريق الدولى الساحلى بين جمصة ودمياط الجديدة ١٠٠فدان من أراضى الإصلاح الزراعى حصل عليها وقتها بدعم من السكرتير العام لمحافظة دمياط أحمد حشمت، وقت أن كان الدكتور فتحى البرادعى محافظا وتم شراء الفدان بـ٤٠ ألف جنيه من واضعى اليد، وقام قبل شهرين فقط ببيع الفدان بمليون جنيه، يتم تقسيمها وبيعها فيلات وقرى سياحية حاليا لدرجة زاغت عليها عيون نواب الإخوان أيام مرسى، ولكن لم يتم بيعها لهم.
ومن ميناء دمياط إلى موانئ بيروت وكزابلانكا فى الدار البيضاء وموانئ أوكرانيا، حيث تزوج ابنه من أوكرانية وعمل شركة لتصدير القمح الأوكرانى إلى مصر من هناك.
خلال سنواتة الأولى نجح الإمبراطور الدمياطى فى إنشاء شركاته التى احتكرت القمح الأمريكى والصويا ومركزات أعلاف الدواجن وقتما كان إنتاج مصر يصل إلى ٨٥٠ مليون دجاجة سنويا فى عام ٢٠٠٨ونظرا لاحتكاره أعلاف الدواجن هبط إنتاج مصر من الثروة الداجنة إلى ١٥٠ مليون دجاجة فقط، وأشارت تقارير إلى أن هذه المركزات كانت أحد أسباب إنفلونزا الطيور وقتها.
وعلى التوازى من تمكينه فى استثماراته التى توحش فيها فى ميناء دمياط والتى صعدت بشكل ملحوظ، بدأ فى توظيف ما يقرب من٣٠٠٠ عامل فى شركاته اختارهم جميعا من مركز كفر سعد، وكان يهدف من وراء توظيفه لهذه العمالة ترشيح نفسه فى الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٠ونجح فى إزاحة سمير زاهر ومحمد شلبى لتمكين نفسه سياسيا فى دمياط، وكان يعتمد وقتها فى دعايته على العمالة والتبرعات التى كانت تخصم من ضرائبه بواقع ١٠٪ طبقا لقانون الضرائب القديم، وأنفق فى دورته الأولى عام ٢٠٠٠ حوالى ٣٢مليون جنيه فى بناء مدارس ومساجد وشراء أراضى فضاء لمراكز الشباب وتوزيع اللحوم على بيوت المال ولجان الزكاة بهدف السيطرة على الأصوات الانتخابية، وبعد أن تمكن سياسيا فى الحزب الوطنى قام بتعيين كل قيادات الحزب التنظيميين من رجاله فى الانتخابات، وكان يختار بنفسه أعضاء المجالس المحلية ليس فى دائرته فقط، بل فى المحافظة بأكملها، وكذلك كان يقوم بتعيين القيادات التنيفيذية من رؤساء القرى ورؤساء المدن ليصبح مسيطرا على مجريات الأمور فى دمياط سياسيا وتنفيذيا، وأصبح مهبطا لكل من يتسول منصبا فى دمياط فى كل المديريات.
كان يأخذ أنصاره ورجاله فى سيارات فخيمة ويذهب بهم إلى القصر الذى يمتلكه فى كبريت بفايد لصناعة أية مؤامرات سياسية ضد منافسيه.
الغريب أنه فور نجاحه فى البرلمان استقبلت الدائرة وقتها وفدا أمريكيا من رجال الأعمال اتضح بعدها أنهم أصحاب شركات القمح هناك، واحتفل بهم الجميل فى منزل العمدة (أبو عيش).
ولم ينسَ الدمايطة المقولة الشهيرة للوفد الأمريكى عندما قالوا (نحن جئنا نهنئك بنجاحك فى البرلمان المصرى، وكنا نتمنى خمسة من أمثالك لحماية اتفاقيات القمح فى البرلمان المصرى ورد عليهم الجميل.. انا كفيل بحمايتها).
وحضر الغذاء الشهير وقتها رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم فى ذلك الوقت وآخر رئيس ناد كبير حاليا. وقال جملة شهيرة وقتها للأمريكان (أنا نجحت بفلوسى)، الأمر الذى استفز أبناء دائرته منذ نجاحه فى الدورة الأولى، خاصة أنه ترشح عن دائرة كفر سعد التى أطلقت عليه وقتها مرشح البارشوت؛ لأنه غريب عن عائلاتها، لذلك تم هزيمته بالقاضية فى برلمان ٢٠٠٥ من الشاب حمدى شلبى الذى التفت حوله العائلات والشباب بسبب استفزازه المستمر وتعمده شراء الأصوات، بالرغم من إنفاقه وقتها ٤٣مليونا على الدعاية الانتخابية؛ لأنه كان يعتمد على قانون الضرائب الجديد الذى كان يتيح خصم التبرعات كاملة من الضرائب طبقا للقانون الجديد ..
وبعد سقوطه فى الانتخابات تفرغ مرة أخرى للبيزنس وعودة ما كان قد أنفقه فى الانتخابات، وقام برفع سعر طن الذرة ألف جنيه ولعب لعبته السرية التى كشفتها الأجهزة الرقابية بعد فترة عندما وجدوا أنه كان يتهرب من قانون الاحتكار، فلجأ إلى استيراد كميات القمح والذرة والصويا ببطاقات استيرادية لتجار آخرين يعملون معه من الباطن، وكشفت الأجهزة قيامه بتخزين أكثر من مليون طن قمح فى وقت من الأوقات بأسماء تجار غيره، حتى لا يتعرض لعقوبات الاحتكار التى تصل إلى ٣٠٠ مليون جنيه.
 وكشفت الأجهزة الرقابية كذلك لعبته فى الصويا، حيث كان يأتى المركب إلى ميناء دمياط ويتم شحنها إلى المعاصر ثم يعود بالمخرجات مرة أخرى إلى الميناء، ليعمل لها إعادة تصدير ثم يقوم بخلطها على الصويا الجديدة داخل صوامعة ثم يطرحها مرة أخرى للبيع على أنها صويا جديدة. لدرجة أنه ضغط على الهيئة العامة للسلع الغذائية وقتها ليصبح هو المحتكر الوحيد للصويا فى مصر.
كان رفعت يقوم بتخزين الذرة على أرصفة الميناء دون حماية من العوامل الجوية، وكان يتعرض لهبوط الحمام والطيور من الجو بشكل كبير على هذه التشوينات، الأمر الذى اعتبرته تقارير بيئية وصحية أنها كانت سببا فى نقل إنفلونزا الطيور إلى مصر لكن لم تجرؤ أى جهة فى مصر على مواجهته أيام مبارك؛ لأنه كان يشيع أن أبناء مبارك شركاء له فى هذه الاستثمارات.
احتكار رفعت لأسعار الذرة ومركزات الأعلاف هو السبب المباشر فى ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن فى مصر فى الفترة الأخيرة، والغريب أنه عند هبوط أسعار الذرة عالميا لم يهبط السعر فى مصر، نظرا لأنه المحتكر الوحيد له.
الغريب كذلك أن مركز الأعلاف ثبت بها أكثر من مرة أنها تحتوى على عينات من لحوم الخنازير، الأمر الذى كان يثير شكوكا حول الجدوى الغذائية من الثروة الحيوانية والداجنة بسبب هذه الأعلاف.
لجأ هذا الإمبراطور إلى وضع هيكل طائرة حربية أمام شركته داخل ميناء دمياط لتخويف المتعاملين معه، ووصل به الأمر أن يتحدى المهندس حسب الله الكفراوى عندما كان الوزير السابق يدير شركة الرحاب للمطاحن التى كان يمتلكها مستثمرون سعوديون بجوار الميناء، وقام الكفراوى بجلب مركب قمح للمطحن الذى يديره فتصدى له رفعت الجميل، ولم يمكن المركب من الوصول إلى الرصيف من خلال سطوته على قيادات الميناء، وعندما تسربت المعلومة للدمايطة فتعرض على أثرها لهجوم ضارٍ منهم؛ لأن الكفراوى هو من أنشأ الميناء، وتساءل الدمايطة وقتها، كيف لرجل مثل رفعت الجميل أن يوقف نشاط الكفراوى ويقف فى طريقه، واتضح بعدها أن الجميل كان يقوم بتعيين كل قيادات الميناء وقيادات مديرية الأمن الذين يصلون إلى سن المعاش فى شركاته داخل وخارج الميناء؛ ليصبح أكثر سطوة من أى أحد على الميناء وصوامعه وأرصفته التى تعمل لحسابه طوال الـ٢٤ ساعة.
لم ينسَ الدمايطة حكاية وزارة الأوقاف مع هذا الإمبراطور عندما كان يحصل على مقايسات لبناء مساجد ومدارس ودور مناسبات من الوزارة أيام الانتخابات، فكان يحصل عليها قبل البناء وكانت القرى تجمع تبرعات إلى جانب تبرعات الرجل لسرعة إنشاء المبنى، ويقوم بعدها بخصم التكلفة بأكملها بما فيها من تبرعات لأهالى القرى من ضرائبه، وعندما تم كشف هذه الألاعيب تمكن منافسوه من إسقاطه فى الانتخابات معتبرين أن هذا الأمر يعد نصبا سياسيا عليهم فعاقبوه بحرمانه من الأصوات الانتخابية وخسر المعركة.
لم يسلم الإمبراطور الدمياطى البورسعيدى الأصل من إحالته للنيابة فى زمن الأخوان بسبب اتهامه بحصوله على كميات كبيرة من السولار تصور الإخوان أنها حصة يتم بيعها فى سوق السوداء، فى حين كان يصرفها الجميل لأسطول سيارات النقل الثقيل المملوك له والبالغ ٢٠٠ سيارة (جرار) لنقل الغلال والحاويات من ميناء دمياط إلى المطاحن فى أنحاء الجمهورية.
وبعيدا عن اتهامات الإخوان ذكر تقرير لهيئة الطرق والكبارى أن سيارات رفعت الجميل أحد أسباب تهالك الطرق المصرية بسبب حمولتها الزائدة، الأمر الذى جعل وزارة الاستثمار تعجل بطرح مشروعات النقل النهرى للتخلص من سيارات الجميل التى شوهت الطرق المصرية.
لم يسلم هذا الرجل فى بداية صعوده المالى والسياسى من شائعات السيدات اللائى كن يلاحقنه فى مكان إقامته برأس البر المعروف للجميع، حيث المكان المفضل الذى كان يجمعه بسمير زاهر ابن دمياط ومحمد رجب زعيم الأغلبية فى مجلس الشعب وقتها.
إلى جانب ممارسات هذا الإمبراطور فى البيزنس نجح مع سبق الإصرار والترصد فى إفساد الحياة السياسية والاجتماعية فى دمياط، حيث كان يلجأ إلى إحداث فتن وصراعات بين العائلات فى قرى دائرته الانتخابية انتقاما من كل العائلات التى كانت تقف ضده فى معاركه السياسية.
تعمد رفعت الجميل طول السنوات الماضية أن يبعد أولاده أشرف وأيمن عن العمل السياسى فى دمياط، واكتفى أن يعملوا فى البيزنس داخل وخارج مصر.. إلى أن فوجئت الدائرة منذ عدة شهور برفع اسم أيمن ابنه على مدرسة قام والده ببنائها فى قرية العباسية بكفر سعد ومستوصف طبى بمدينة أبو غالب، مما أعطى انطباعا عاما بأن أيمن هو مرشح دائرة كفر سعد الدورة الحالية، وكان مريدو والده ينتظرون ترشيحه إلا أنه اختفى فجأة ولم يتقدم بأوراقه، وتصور الدمايطة أنه كان يستجم فى مزرعة فى وادى النطرون ٢٥٠٠فدان الذى قام بشرائها من شركة الريف الأوربى التى تضع يدها على ١٠ آلاف فدان، وكانت قد تنازلت عن ٢٥٠٠ فدان لإبراهيم كوهية بسعر ٢٠٠٠ جنيه للفدان وبعدها قام كوهية ببيعها بسعر ٥٠٠٠ آلاف جنيه للفدان لأيمن رفعت الجميل بإجمالى ثمن ١٢ مليون جنيه عام ٢٠٠٦، ومن هذا التاريخ ويحاول أيمن تملك هذه الأرض ولم يتمكن، فى حين لجنة التثمين بوزارة الزراعة قد قدرت الأرض بـ١٢٣ مليون جنيه فى عام ٢٠١٣ وأعطى أيمن الجميل لصديقه محمد فودة ملف هذه الأرض لاستكمال تملكها بحكم علاقاته مع المسئولين إلا أنه فشل وتم القبض عليه وتورط عدد من قيادات وزارة الزراعة، إلا أن أيمن قد تناثرت شائعات تشير إلى اختفائه وهذا وراءه شيء ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة، فى الوقت الذى أعلن فيه والده الإمبراطور رفعت الجميل أنه يرفض الترشح فى الانتخابات نظرا لظروفه الصحية، صباح أمس فوجئ العاملون بميناء دمياط برفعة الجميل يتواجد ليعلن أنه يعرض التصالح فى قضية وادى النطرون المحظور النشر فيها، وأعلن تنازله عن الأرض وسداد ١٠٠ مليون جنيه.

هناك تعليقان (2):

  1. السيد رمضان شيحاته خليل عندي سياره ربع نقل

    ردحذف
    الردود
    1. وعوز اشغالها سياره 2013 لسه بي حالتها من كفر الشيخ الحامول

      حذف