الأربعاء، 7 مارس 2018

الشركة الوطنية إمبراطورية الجميل الثانية

إذا اعتقدت أن أيمن الجميل نابغة متفرد فأنت واهم، من المعلوم أنه ورجال الأعمال على شاكلته تقف جهات عديدة ورائه في الظل ويظل هو دائماً في الواجهة، يتلقى المدح أو الذم بحسب الجو السائد.
كان والده رفعت الجميل، يتبع النموذج الإسكوباري(نسبة إلى بابلو اسكوبار تاجر المخدرات الشهير)، فعلى الرغم من أرباحه الخيالية التي جناها من عمليات احكتاره للحبوب ولاسيما الذرة الصفراء، إلا أنه كان يقدم خدمات اجتماعية ويوظف العديد من أبناء المحافظة في شركته في إطار سعيه لتلميع نفسه بين أبناء محافظته في حين، وفي حينٍ آخر عملاً بالمثل القائل أطعم الفم تستحي العين.
إلا أن إبنه كان على العكس تماماً، فما أن وضع يديه على الإدارة الفعلية للشركات، حتى بدأ بوضع خطة لتسريح العاملين على مراحل، فسرها العديدين بأنه يسعى إلى تصفية أعماله في مصر، والخروج من السوق المصري والعمل في ألمانيا، ولكنهم تناسوا أن أمثاله لا يصلحون للعمل في ألمانيا وغيرها من بيئات الأعمال عالية الشفافية، فهو كالنبت الشيطاني لا يشتد عوده إلا في تربة خبيثة. ربما كان في ذهنه وهو يضع خطة تسريح العاملين أن لن يدفع لهم مليماً وحيداً مقابل تسريحهم، مستعيناً بوئام رشدي الذي تعرف عليه خلال فترة سجنه. دفع أيمن الجميل بوئام إلى مواقع الشركة بالميناء بعد اكتشاف عملية سرقة كميات بضائع من المخازن تواطأ فيها عدد من سائقين التريلات مسطحة الذيول، وأفراد الأمن والعاملين بالمخازن.
قام وئام رشدي بالتضييق على العاملين بالأمن، وأوقف بعضهم عن العمل، إلى أن قرر أيمن الجميل المضي في تسريح عدد كبير من العاملين بالشركة بالشكل القانوني، واستمر في هذه العملية طيلة عام 2017 وحتى لحظة كتابة هذه السطور، وتخلى عن عدد من المخازن وجراج سيارات النقل وورش الصيانة، بالإضافة إلى بيع كل سيارات النقل الثقيل من نوع مرسيدس آكتروس الألمانية، وفوتون الصنية، وتناقص عددها إلى أن وصل عددها إلى حوالي 150 سيارة نقل ثقيل من نوع دايون الصينية-دعونا لا ننسى سجل سيارات شركة كايرو ثري ايه في الحوادث المرورية، فجميع السائقين العاملين عليها يتعاطون المواد المخدرة، وبعضهم غير مؤهل للقيادة، وكان العاملون يتندرون على سائق سيارات الفوتون على وجه الخصوص بأنهم سائقين تكاتك!
بعد أن انتهى أيمن الجميل من التصفية الرئيسية، انتقل إلى التوسع الإمبراطوري لشركته الأم سبارك كوموديتيز ومقرها الرئيسي في دبي، وبدأ في عملية الاستحواذ على الشركة الوطنية لمنتجات الذرة بالعاشر من رمضان في عملية أقل ما يقال عنها أنها شهدت تواطؤ من هيئة سوق المال لصالح الجميل بالرغم من تقديم شركات أخرى لعروض أخرى بأسعار أعلى من تلك التي قدمها الجميل. أثار التمويل علامات استفهام على أيمن الجميل، مشابهة لعلامات الاستفهام المثارة حول أحمد أبو هشيمة، وفي أغلب الأحيان هم بيادق لأشخاص وجهات لا تفضل أن ترى النور، وهم أنفسهم ستدور الدائرة عليهم كما دارت على من قبلهم.

أيمن الجميل على اليسار وخالد أبو بكر (محاميه وعضو مجلس إدارة شركته) وزوجة أيمن الجميل داليا ماسخ، وفي الخلف أمين اسكندر


 

0 التعليقات:

إرسال تعليق