الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

أهالى دمياط: أيمن الجميل «طغى وتجبر»!

نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 12 - 09 - 2015


حالة من الترقب تعم مدينة «دمياط» بعد الأنباء التى تشير إلى أن أيمن رفعت الجميل «جاءت رجله» فى مصيدة الفاسدين.. فالحوت الذى يتحكم فى الميناء، ويحتكر استيراد الحبوب والغلال، طغى وتجبر، إلى حد أن قطاعا كبيرا من الناس يقول إنه تفرعن لأن أحدا لم يرده. 
حوت الموانئ أو حوت الذرة والأعلاف أو حوت دمياط كلها أسماء أطلقت على أيمن محمد رفعت عبده الجميل، أحد أهم رجال المال والأعمال فى وجه بحرى ومصر كلها.
رجل المال والأعمال الذى ترك ملعب والده القديم وهو موانئ دمياط والإسكندرية وبورصة الغلال واستيراد الحبوب خاصة «الذرة الصفراء»، وفول الصويا والدهون المجففة والقمح، ومركزات البروتين، ليذهب بعيدا حتى وصل لتجارة الأراضى المنهوبة من الدولة بعد وضع يده عليها للعمل على تقنين أوضاعها حتى وإن كان الأمر بالرشوة.
أيمن محمد رفعت عبده الجميل، من مواليد محافظة دمياط والده هو اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل، أحد أصدقاء المخلوع محمد حسنى مبارك، أو ممن كانوا يدعون ذلك لتسهيل استيلائه على مقدرات البلاد والطغيان على العباد.
دأب الجميل على تجنيد الأتباع وسلك الطرق المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى الأرض،استخدم سياسات: العصا والجزرة، والترغيب والترهيب، والمجاملة، وغيرها وأخيرا لم يعد أمامه سوى السقوط فى مستنقع الرشوة.
إنه رئيس مجلس إدارة شركة «كايرو ثرى إيه» للإنتاج الزراعى والحيوانى والتى تعد أكبر شركة لاستيراد القمح والذرة، ويمتلك أكبر أسطول لنقل البضائع فى مصر واستثمارات أخرى فى دبى والصين وعدد من الدول العربية والأجنبية، وكان والده برلمانيا سابقا عن الحزب الوطنى «المنحل» لدورتين متتاليتين عن دائرة مركز كفر سعد.
وأكدت مصادر قريبة من «الجميل الأب» أن الجميل الابن رجل أعمال بالوراثة وكل ثروته تعود لأبيه وتمتد جذوره لمحافظة دمياط وتحديدا شارع فكرى زاهر.
الجميل الابن الشخص الخفى فى عائلة رفعت الجميل الذى كان يعد للجلوس محل والده على عرش مملكتهم الخاصة، الأمر الذى استلزم من الأب إخفاء كل المعلومات الخاصة عن ابنه الأكبر، ونجد ذلك واضحا جدا، حيث إن معظم الأخبار التى تخص الجميل وابنه قبل ظهوره إعلاميا فى التبرعات لصندوق «تحيا مصر» كانت تنسب لابنه الأوسط «أشرف الجميل» الحاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة دفعة 1997.
وعائلة «رفعت» المتكونة من ابنه الأكبر «أيمن» والأوسط «أشرف» والصغرى «آية» زوجة المستشار القانونى لمجموعة شركات المستشار «إبراهيم» والمدرج اسمها فى قضية «أرض الطيارين» الخاصة بالفريق أحمد شفيق.
وعن ثروة رفعت الجميل وابنه أيمن يقول المصدر إنه عقب تقاعد الأب من الخدمة استثمر المال الذى حصل عليه من مكافأة نهاية الخدمة فاشترى 1000 طن ذرة من ياسين عجلان «أحد نواب القروض» وبعدها حصل على توكيل لشركة أمريكية لاستيراد وتصدير الذرة لتتوسع أعماله وتتضخم ثرواته بعد احتكاره السوق فى مصر من خلال استفادته من خدمات وعلاقات كل من على سعد رئيس شركة تداول الحاويات السابق ورئيس ميناء دمياط السابق محمود الجمال اللذين تم تعيينهما فى شركة رفعت الجميل التى أسسها بغرض الاستيراد والتصدير تحت اسم «كايرو ثرى آيه»، بالإضافة إلى استغلال الجميل لنفوذه وعلاقاته بالحكومة خلال نظام مبارك بسبب عضويته بمجلس الشعب عن الحزب الوطنى المنحل لدورتين متتاليتين.
وأضاف المصدر إنه اعتمادا على هذه العلاقات والنفوذ الحكومى أنشأ رفعت الجميل وابنه أيمن المتهم فى قضية الرشوة، شركة صوامع وهمية حصل من خلالها على إعفاءات ضريبية وجمركية متنوعة، مؤكدا أن هذه الشركة وقتها كانت عبارة عن مقر صغير دون صومعة واحدة!
وتؤكد المصادر أن أيمن الجميل ورث ثروة والده التى تكونت خلال السنوات العشر الماضية وورث أيضا نفوذه فحصل على أرض على طريق «جمصة الدولى» وتقدم مؤخرا للحصول على ما يزيد على 100 فدان لإنشاء 6 مصانع مرتبطة بأنشطة تعبئة وتغليف وتخزين الحبوب ضمن مشروع دمياط اللوجيستى.
والمفارقة أن الظهور الإعلامى لأيمن ارتبط بمجال التبرعات من خلال تقديم «مطابخ» لمدارس التربية الخاصة بدمياط الجديدة، وهو الأمر الذى أعلنت عنه الدكتورة فريدة مجاهد، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، حيث قالت فى مؤتمر مصور إن التبرعات التى أتت من طرق «الجميل» كانت دون المستوى بكثير وأقل مما أعلن عنه وأن الجميل كان ينوى دخول المدارس وتوزيع التبرعات من مطابخ ومكاتب بنفسه، وحينما رفضنا ذلك صال وجال وأعلن غضبه على الإدارة بأكملها، مما أدى للخروج بتوصية مكتوبة بعدم قبول تبرعات عينية إلا بعد تشكيل لجنة من الوزارة لمعاينة واستلام التبرعات حتى يتم التأكد من جودتها وصلاحيتها من عدمه.
وأعلن أيمن الجميل فى وقت سابق عن تكفله بإنشاء 4 مدارس بإدارات «كفر سعد» التعليمية وإدارة «ميت أبوغالب» وتنظيم دورات كرة بين شباب مراكز محافظة دمياط برعاية وزارة الشباب والرياضة تحمل اسم «شهداء مصر» علاوة على التعهد بإقامة معهد للأورام داخل أرض جامعة الأزهر بمدينة دمياط بقيمة 200 مليون جنيه.
الأهالى راضون
أهالى دمياط خاصة أهالى دائرة «كفر سعد» وبالتحديد «ميت أبوغالب» معقل رفعت الجميل وابنه أيمن يعربون عن رضاهم عن سقوط الفاسدين.
ويقول محمد الشيطى أحد العاملين بميناء دمياط الجديدة والمقيم بدائرة «كفر سعد» إنه حينما وصله الخبر لم يتمالك نفسه من الفرحة لأنه مثل كل الدمايطة منتظرون رد فعل على تصرفات واستغلال الجميل لنفوذه منذ ثورة 25 يناير وإلى اليوم، ويضيف أنه سارع بالنزول لمدينة دمياط للبحث عن مجلة «روزاليوسف» حينما علم من الأصدقاء أنها تناولت ملف قضية الرشوة بأكمله خاصة موضوع «الجميل».
ويلتقط «مسعد الفار» الحديث قائلا: أنا من سكان مدينة دمياط الجديدة وأعمل فى الموازين بالميناء منذ عام 2003 وكنت أضرب كفا بكف على كل أفعال البلطجة والنفوذ الرهيب للجميل.. لا يوجد حسيب ولا قريب عليه.
ويضيف: كنت شاهدا على اعتصام سائقى الشاحنات الثقيلة فى نهاية عام 2010 حينما أحرقوا شاحنتين لشركة «كايرو ثرى إيه» لأن الجميل لم يلتزم بالاعتصام، وكيف للجميل أن يشارك فى اعتصام للغلابة؟ وهو من الحيتان التى تعمل على قتلهم ومحاربتهم فى قوت يومهم؟!
ويؤكد «م.ش» رئيس وردية- طلب عدم ذكر اسمه- فى شركة «كايرو ثرى إيه» أن الجميل كان معتاداً على المجىء للشركة مرتين فى الشهر تقريبا، ولكنه ومنذ معرفة هذه القضية إعلاميا فى دمياط نزل للشركة مرتين فقط وتعمد فى المرتين أن يشاهده الجميع وهو يطوف فى أرجائها والمكاتب للإشراف عليها.
ويكمل «م. ش» إن هذا الخبر أثلج صدور الدمايطة كلهم حتى نحن العاملين بشركات «كايرو ثرى إيه» لأن نفوذ الجميل الزائد يجعله يبطش بنا بلا وازع ولا رادع، مؤكدا أن رفعت الجميل كان فى الفترة منذ تنحى مبارك وحتى منتصف مارس 2011 فى أفضل حالاته فى التعامل مع الموظفين والعاملين وحتى فى التعامل مع الشركات المنافسة والمشرفة على الشحن والتفريغ ومراقبة الجودة داخل الميناء، ولكنه ما لبث أن عاد وانقلب مرة أخرى إلى الأسوأ، مبرهنا على ذلك بطرد رفعت الجميل فى بداية فبراير 2011 ومنعه من دخول مدينة «جمصة»، وكان رد الفعل لا يمكن أن يحدث قبل حدوثه بعشرة أيام فقط.
وفى السياق نفسه أكد اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية لمكافحة جرائم الأموال العامة سابقا أنه لمكافحة الفساد لابد من أن تتوافر جميع الظروف لمجابهتها وعلى الشعب أن يتعاون فى كشف وقائع الفساد وضرورة تفعيل قانون الإرهاب.
ويقول «المقرحى»: إن على الدولة مجابهة الأزمة بكل الطرق، وأن منظومة الفساد العالمية ليست مقياسا لتحديد معيار الفساد فى مصر، مشددا على تفعيل قانون «86» لكونه القادر على مجابهة الفساد بكل أنواعه من فساد مالى، إدارى، أخلاقى، تشريعى. وتابع المقرحى إن هناك أسماء لمجموعة من المنتفعين بدأ ظهورهم فى أواخر الثمانينيات وكان أبرزهم اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل وعلى الدولة محاسبته ومحاسبة من على شاكلته من هؤلاء المنتفعين ليكونوا عبرة للأجيال المقبلة. 

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

«إمبراطورية رفعت الجميل فى دمياط» حكاية رجل أعمال يتحكم فى قمـــح مصـــر

الأمريكان والكروات يشترطون الجميل لإتمام اتفاقيات القمح لمصر!
يبدو أنها الخطيئة.. جاءت فى موعدها.. حان الوقت لكى نرفع أذان إمبراطورية حقيقية أنشأها فى دمياط رجل أعمال.. يدعى رفعت الجميل الزميل الأصغر والابن المدلل لحسنى مبارك، والصديق المقرب للفريق أحمد شفيق والمشرف على الزيجة الثانية لأحد وزراء الداخلية فى عهد مبارك داخل فيلته بكبريت لابنة أحد الطيارين الكبار.
قبل أن يبزغ اسم هذا الإمبراطور كان قد جاء مع عائلتة مهاجرا من بور سعيد فى زمن الحرب، ونجح والده فى شراء محل لتجارة الحبوب بشارع فكرى زاهر ببندر دمياط، والتحق بكلية الطيران وأصبح طيارا عمل بجوار حسنى مبارك إلى أن أحيل إلى التقاعد قبل رتبة اللواء، وبعد عام واحد فقط أنهى عمله بالإمارات، وكان قد تعرف على رجل أعمال من مركز منيا القمح بالشرقية، وكان هذا الرجل المستورد الوحيد للقمح الأمريكى فى ميناء الاسكندرية وكان يملك طائرة خاصة، جاء الجميل لقيادتها من الإمارات ليصبح مديرا لأعمال رجل القمح الشرقاوى الذى لقى مصرعه فى حادث، وكانت كل أوراقه وأعماله فى يد رفعت الجميل الذى سارع بممارسة نفس نشاط رجل الأعمال الشرقاوى، وقام بتحويل نشاط القمح من ميناء الإسكندرية إلى ميناء دمياط الذى كان حديث النشأة فى بداية التسعينات.. ومن هنا بدأ صناعة الإمبراطورية التى حكمت دمياط ماليا وسياسيا.
..حكايات هذا الرجل التى انطلقت من ميناء دمياط امتدت بسرعة الصاروخ إلى فيلات وشواطئ كبريت فى فايد بالإسماعيلية ومنها إلى أراضى وادى النطرون بالبحيرة ٢٥٠٠فدان لزراعة الفاكهة والخضر (الأورجانيك) المعد للتصدير فقط، ومنها إلى أراضى غرب المنيا (خمسة آلاف) فدان قام بإعادتها للدولة فى زمن الإخوان، ومنها إلى أراضى الطريق الدولى الساحلى بين جمصة ودمياط الجديدة ١٠٠فدان من أراضى الإصلاح الزراعى حصل عليها وقتها بدعم من السكرتير العام لمحافظة دمياط أحمد حشمت، وقت أن كان الدكتور فتحى البرادعى محافظا وتم شراء الفدان بـ٤٠ ألف جنيه من واضعى اليد، وقام قبل شهرين فقط ببيع الفدان بمليون جنيه، يتم تقسيمها وبيعها فيلات وقرى سياحية حاليا لدرجة زاغت عليها عيون نواب الإخوان أيام مرسى، ولكن لم يتم بيعها لهم.
ومن ميناء دمياط إلى موانئ بيروت وكزابلانكا فى الدار البيضاء وموانئ أوكرانيا، حيث تزوج ابنه من أوكرانية وعمل شركة لتصدير القمح الأوكرانى إلى مصر من هناك.
خلال سنواتة الأولى نجح الإمبراطور الدمياطى فى إنشاء شركاته التى احتكرت القمح الأمريكى والصويا ومركزات أعلاف الدواجن وقتما كان إنتاج مصر يصل إلى ٨٥٠ مليون دجاجة سنويا فى عام ٢٠٠٨ونظرا لاحتكاره أعلاف الدواجن هبط إنتاج مصر من الثروة الداجنة إلى ١٥٠ مليون دجاجة فقط، وأشارت تقارير إلى أن هذه المركزات كانت أحد أسباب إنفلونزا الطيور وقتها.
وعلى التوازى من تمكينه فى استثماراته التى توحش فيها فى ميناء دمياط والتى صعدت بشكل ملحوظ، بدأ فى توظيف ما يقرب من٣٠٠٠ عامل فى شركاته اختارهم جميعا من مركز كفر سعد، وكان يهدف من وراء توظيفه لهذه العمالة ترشيح نفسه فى الانتخابات البرلمانية عام ٢٠٠٠ونجح فى إزاحة سمير زاهر ومحمد شلبى لتمكين نفسه سياسيا فى دمياط، وكان يعتمد وقتها فى دعايته على العمالة والتبرعات التى كانت تخصم من ضرائبه بواقع ١٠٪ طبقا لقانون الضرائب القديم، وأنفق فى دورته الأولى عام ٢٠٠٠ حوالى ٣٢مليون جنيه فى بناء مدارس ومساجد وشراء أراضى فضاء لمراكز الشباب وتوزيع اللحوم على بيوت المال ولجان الزكاة بهدف السيطرة على الأصوات الانتخابية، وبعد أن تمكن سياسيا فى الحزب الوطنى قام بتعيين كل قيادات الحزب التنظيميين من رجاله فى الانتخابات، وكان يختار بنفسه أعضاء المجالس المحلية ليس فى دائرته فقط، بل فى المحافظة بأكملها، وكذلك كان يقوم بتعيين القيادات التنيفيذية من رؤساء القرى ورؤساء المدن ليصبح مسيطرا على مجريات الأمور فى دمياط سياسيا وتنفيذيا، وأصبح مهبطا لكل من يتسول منصبا فى دمياط فى كل المديريات.
كان يأخذ أنصاره ورجاله فى سيارات فخيمة ويذهب بهم إلى القصر الذى يمتلكه فى كبريت بفايد لصناعة أية مؤامرات سياسية ضد منافسيه.
الغريب أنه فور نجاحه فى البرلمان استقبلت الدائرة وقتها وفدا أمريكيا من رجال الأعمال اتضح بعدها أنهم أصحاب شركات القمح هناك، واحتفل بهم الجميل فى منزل العمدة (أبو عيش).
ولم ينسَ الدمايطة المقولة الشهيرة للوفد الأمريكى عندما قالوا (نحن جئنا نهنئك بنجاحك فى البرلمان المصرى، وكنا نتمنى خمسة من أمثالك لحماية اتفاقيات القمح فى البرلمان المصرى ورد عليهم الجميل.. انا كفيل بحمايتها).
وحضر الغذاء الشهير وقتها رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم فى ذلك الوقت وآخر رئيس ناد كبير حاليا. وقال جملة شهيرة وقتها للأمريكان (أنا نجحت بفلوسى)، الأمر الذى استفز أبناء دائرته منذ نجاحه فى الدورة الأولى، خاصة أنه ترشح عن دائرة كفر سعد التى أطلقت عليه وقتها مرشح البارشوت؛ لأنه غريب عن عائلاتها، لذلك تم هزيمته بالقاضية فى برلمان ٢٠٠٥ من الشاب حمدى شلبى الذى التفت حوله العائلات والشباب بسبب استفزازه المستمر وتعمده شراء الأصوات، بالرغم من إنفاقه وقتها ٤٣مليونا على الدعاية الانتخابية؛ لأنه كان يعتمد على قانون الضرائب الجديد الذى كان يتيح خصم التبرعات كاملة من الضرائب طبقا للقانون الجديد ..
وبعد سقوطه فى الانتخابات تفرغ مرة أخرى للبيزنس وعودة ما كان قد أنفقه فى الانتخابات، وقام برفع سعر طن الذرة ألف جنيه ولعب لعبته السرية التى كشفتها الأجهزة الرقابية بعد فترة عندما وجدوا أنه كان يتهرب من قانون الاحتكار، فلجأ إلى استيراد كميات القمح والذرة والصويا ببطاقات استيرادية لتجار آخرين يعملون معه من الباطن، وكشفت الأجهزة قيامه بتخزين أكثر من مليون طن قمح فى وقت من الأوقات بأسماء تجار غيره، حتى لا يتعرض لعقوبات الاحتكار التى تصل إلى ٣٠٠ مليون جنيه.
 وكشفت الأجهزة الرقابية كذلك لعبته فى الصويا، حيث كان يأتى المركب إلى ميناء دمياط ويتم شحنها إلى المعاصر ثم يعود بالمخرجات مرة أخرى إلى الميناء، ليعمل لها إعادة تصدير ثم يقوم بخلطها على الصويا الجديدة داخل صوامعة ثم يطرحها مرة أخرى للبيع على أنها صويا جديدة. لدرجة أنه ضغط على الهيئة العامة للسلع الغذائية وقتها ليصبح هو المحتكر الوحيد للصويا فى مصر.
كان رفعت يقوم بتخزين الذرة على أرصفة الميناء دون حماية من العوامل الجوية، وكان يتعرض لهبوط الحمام والطيور من الجو بشكل كبير على هذه التشوينات، الأمر الذى اعتبرته تقارير بيئية وصحية أنها كانت سببا فى نقل إنفلونزا الطيور إلى مصر لكن لم تجرؤ أى جهة فى مصر على مواجهته أيام مبارك؛ لأنه كان يشيع أن أبناء مبارك شركاء له فى هذه الاستثمارات.
احتكار رفعت لأسعار الذرة ومركزات الأعلاف هو السبب المباشر فى ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن فى مصر فى الفترة الأخيرة، والغريب أنه عند هبوط أسعار الذرة عالميا لم يهبط السعر فى مصر، نظرا لأنه المحتكر الوحيد له.
الغريب كذلك أن مركز الأعلاف ثبت بها أكثر من مرة أنها تحتوى على عينات من لحوم الخنازير، الأمر الذى كان يثير شكوكا حول الجدوى الغذائية من الثروة الحيوانية والداجنة بسبب هذه الأعلاف.
لجأ هذا الإمبراطور إلى وضع هيكل طائرة حربية أمام شركته داخل ميناء دمياط لتخويف المتعاملين معه، ووصل به الأمر أن يتحدى المهندس حسب الله الكفراوى عندما كان الوزير السابق يدير شركة الرحاب للمطاحن التى كان يمتلكها مستثمرون سعوديون بجوار الميناء، وقام الكفراوى بجلب مركب قمح للمطحن الذى يديره فتصدى له رفعت الجميل، ولم يمكن المركب من الوصول إلى الرصيف من خلال سطوته على قيادات الميناء، وعندما تسربت المعلومة للدمايطة فتعرض على أثرها لهجوم ضارٍ منهم؛ لأن الكفراوى هو من أنشأ الميناء، وتساءل الدمايطة وقتها، كيف لرجل مثل رفعت الجميل أن يوقف نشاط الكفراوى ويقف فى طريقه، واتضح بعدها أن الجميل كان يقوم بتعيين كل قيادات الميناء وقيادات مديرية الأمن الذين يصلون إلى سن المعاش فى شركاته داخل وخارج الميناء؛ ليصبح أكثر سطوة من أى أحد على الميناء وصوامعه وأرصفته التى تعمل لحسابه طوال الـ٢٤ ساعة.
لم ينسَ الدمايطة حكاية وزارة الأوقاف مع هذا الإمبراطور عندما كان يحصل على مقايسات لبناء مساجد ومدارس ودور مناسبات من الوزارة أيام الانتخابات، فكان يحصل عليها قبل البناء وكانت القرى تجمع تبرعات إلى جانب تبرعات الرجل لسرعة إنشاء المبنى، ويقوم بعدها بخصم التكلفة بأكملها بما فيها من تبرعات لأهالى القرى من ضرائبه، وعندما تم كشف هذه الألاعيب تمكن منافسوه من إسقاطه فى الانتخابات معتبرين أن هذا الأمر يعد نصبا سياسيا عليهم فعاقبوه بحرمانه من الأصوات الانتخابية وخسر المعركة.
لم يسلم الإمبراطور الدمياطى البورسعيدى الأصل من إحالته للنيابة فى زمن الأخوان بسبب اتهامه بحصوله على كميات كبيرة من السولار تصور الإخوان أنها حصة يتم بيعها فى سوق السوداء، فى حين كان يصرفها الجميل لأسطول سيارات النقل الثقيل المملوك له والبالغ ٢٠٠ سيارة (جرار) لنقل الغلال والحاويات من ميناء دمياط إلى المطاحن فى أنحاء الجمهورية.
وبعيدا عن اتهامات الإخوان ذكر تقرير لهيئة الطرق والكبارى أن سيارات رفعت الجميل أحد أسباب تهالك الطرق المصرية بسبب حمولتها الزائدة، الأمر الذى جعل وزارة الاستثمار تعجل بطرح مشروعات النقل النهرى للتخلص من سيارات الجميل التى شوهت الطرق المصرية.
لم يسلم هذا الرجل فى بداية صعوده المالى والسياسى من شائعات السيدات اللائى كن يلاحقنه فى مكان إقامته برأس البر المعروف للجميع، حيث المكان المفضل الذى كان يجمعه بسمير زاهر ابن دمياط ومحمد رجب زعيم الأغلبية فى مجلس الشعب وقتها.
إلى جانب ممارسات هذا الإمبراطور فى البيزنس نجح مع سبق الإصرار والترصد فى إفساد الحياة السياسية والاجتماعية فى دمياط، حيث كان يلجأ إلى إحداث فتن وصراعات بين العائلات فى قرى دائرته الانتخابية انتقاما من كل العائلات التى كانت تقف ضده فى معاركه السياسية.
تعمد رفعت الجميل طول السنوات الماضية أن يبعد أولاده أشرف وأيمن عن العمل السياسى فى دمياط، واكتفى أن يعملوا فى البيزنس داخل وخارج مصر.. إلى أن فوجئت الدائرة منذ عدة شهور برفع اسم أيمن ابنه على مدرسة قام والده ببنائها فى قرية العباسية بكفر سعد ومستوصف طبى بمدينة أبو غالب، مما أعطى انطباعا عاما بأن أيمن هو مرشح دائرة كفر سعد الدورة الحالية، وكان مريدو والده ينتظرون ترشيحه إلا أنه اختفى فجأة ولم يتقدم بأوراقه، وتصور الدمايطة أنه كان يستجم فى مزرعة فى وادى النطرون ٢٥٠٠فدان الذى قام بشرائها من شركة الريف الأوربى التى تضع يدها على ١٠ آلاف فدان، وكانت قد تنازلت عن ٢٥٠٠ فدان لإبراهيم كوهية بسعر ٢٠٠٠ جنيه للفدان وبعدها قام كوهية ببيعها بسعر ٥٠٠٠ آلاف جنيه للفدان لأيمن رفعت الجميل بإجمالى ثمن ١٢ مليون جنيه عام ٢٠٠٦، ومن هذا التاريخ ويحاول أيمن تملك هذه الأرض ولم يتمكن، فى حين لجنة التثمين بوزارة الزراعة قد قدرت الأرض بـ١٢٣ مليون جنيه فى عام ٢٠١٣ وأعطى أيمن الجميل لصديقه محمد فودة ملف هذه الأرض لاستكمال تملكها بحكم علاقاته مع المسئولين إلا أنه فشل وتم القبض عليه وتورط عدد من قيادات وزارة الزراعة، إلا أن أيمن قد تناثرت شائعات تشير إلى اختفائه وهذا وراءه شيء ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة، فى الوقت الذى أعلن فيه والده الإمبراطور رفعت الجميل أنه يرفض الترشح فى الانتخابات نظرا لظروفه الصحية، صباح أمس فوجئ العاملون بميناء دمياط برفعة الجميل يتواجد ليعلن أنه يعرض التصالح فى قضية وادى النطرون المحظور النشر فيها، وأعلن تنازله عن الأرض وسداد ١٠٠ مليون جنيه.

رفعت الجميل استغل صداقة مبارك واحتكر استيراد القمح منذ 30 سنه


  • الرئيس المخلوع صنع منه حوت ميناء دمياط وصاحب أكبر أسطول للنقل
  • ولم يكتف اللواء طيار رفعت الجميل باحتكار هذه التجارة الهامة في حياة الوطن بل أبدي رغبته في للوصول إلي البرلمان

كشفت الاحداث الأخيرة من خلع الرئيس مبارك وتقديمه للمحاكمة الستار عن شخصيات ظلت سنوات طويلة بعيدة عن الاضواء منهم أقاربه واصدقاؤه المقربون ممن حاولوا الاستفادة منه ورسموا خطأ واضحا «للهبش» وظلوا يحققون ما يزيد عن طمحاتهم وأحلامهم ويأخذون كل ما يرونه جميلا وثمينا يؤسسون الشركات ويحصلون علي توكيلات عالمية، يستولون علي أراضي الدولة ويدفعون فيها أرقاما زهيدة تسخر منها عندما ترددها وسائل الإعلام وربماتموت غيظا عندما تري الفيللات والشاليهات التي يقيمون فيها.
أهم الاسماء التي استفادت من العصر البائد
اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل أحد أهم اصدقاء مبارك وصاحب شركة «أيه ون» للاستيراد والتصدير إحدي الشركات المساهمة انشئت عام 1981 مع تولي مبارك الحكم تعمل الشركة في مجال النقل الثقيل وتجارة الحبوب والتي تبلغ 3 ملايين طن سنويا كما تعمل في مجال التخليص الجمركي والتخزين داخل ميناء دمياط بحوالي 125 ألف طن وقدرتها علي أعمال النقل تصل إلي 12500 طن يوميا وتقوم الشركة بأعمال الشحن والتفريغ بقدرة تبلغ 18000 طن يوميا وهي الشركة الأولي في مصر في هذا المجال والتي تحتكر استيراد القمح وصناعات الدقيق المميز والتخزين والشركة مملوكة لرفعت الجميل ونجله أشرف.
وتؤكد مصادر هامه أن عائلة الرئيس مبارك تساهم بحوالي 17% من الاسهم الحالية ولذلك تحتل شركة إيه ون مكانة عالمية ومحلية.
سهلت علاقة الطيار رفعت الجميل بالرئيس مبارك أمورا كثيرة حتي تقف الشركة علي أرض صلبة وحصلت بتوصية من مبارك شخصيا بأعمال الوكالات الملاحية وخدمات السفن العملاقة والتخليص الجمركي لتموت في تلك الفترة جميع الشركات المنافسة بأوامر عليا من بيت الرئاسة فيحيا الرئيس وصديق الرئيس .. وزادت طموح الصديق علي صديقه فأصبحت الشركة صاحبة أكبر أسطول من السيارات المتخصصة في نقل البضائع حيث تجاوز اسطولها 180 سيارة وأصبحت الوكيل الوحيد لشركة فوتون للنقل الثقيل وقطع الغيار.
دخلت شركة إيه ون دائرة الشركات الكبري المميزة مما أثار غيظ المنافسين وقامت مجموعة كبيرة من السائقين بتحطيم مقطورات مملوكة للجميل وتكسيرها علي طريق الدقهلية ولمدة عشرة أيام وقام الأهالي برشق السيارات وإشعال النيران بها.
يحتكر الجميل استيراد الذرة الأمريكي ليصبح المستورد الوحيد المسيطر علي الأسعار مما سبب ارتفاعا رهيبا في أسعار الأعلاف وأصيبت الثروة الداجنة بالكساد خاصة في محافظة القليوبية التي تعتبر هذه المهنة موردها الرئيسي في الكسب ويعمل بها حوالي 2 مليون شاب ومرب ورغم ربط سعر الذرة بالسعر العالمي لدعم الفلاحين فأن شركة إيه ون تستورد الذرة من الولايات المتحدة بسعر 200 دولار للطن في حين يباع بسعر 2200 جنيه للمستهلك والمربي مما أدي لانخفاض ملحوظ في تربية المواشي والدواجن وذكرت صحيفة فيرومونس الروسية في عددها رقم 7521 بتاريخ 12 مارس 2010 أن شركة إيه ون هي إحدي كبري الشركات العالمية التي تحتكر استيراد الحبوب وخاصة الذرة والقمح ويعتبر ذلك مؤشرا سئيا لهبوط الاقتصاد المصري وخاصة لعملية تربية الدواجن والمواشي.
وكانت «صوت الأمة» قد التقت ببعض العاملين في مجالات تتعلق بتربية الدواجن حيث يقول حسن مسعود موزع معتمد لأعلاف بمدينة قليوب أن ارتفاع الاسعار يأتي بسبب احتكار فئة قليلة للذرة الأمريكية حيث يصل سعرطن العلف إلي ثلاثة آلاف ومائة وخمسين جنيها وهذا لايتناسب مع اسعار بيع الدواجن من الفراخ والبط مما يهدد بانهيار هذه التجارة التي يعيش عليها أكثر من 50% من سكان محافظة القليوبية فنطالب المجلس العسكري بضرورة التدخل لمنع سياسة الاحتكار المخربة.
ويري عبدالخالق عوض الله صاحب مزرعة بكفر شكر أن اسعار الأعلاف لاتتناسب نهائيا مع اسعار بيع سلعة تكلفنا أكثر من ثمنها فمثلا تربية قطيع من البط يكلف مايزيد علي مائة ألف جنيه وإذا كان البيع بمبلغ ثلاثين الف فالخسارة تزيد علي سبعون ألفا والسبب اصحاب مصانع الأعلاف المستمرة في الزيادة كل يوم ورفعت الجميل هو المسيطر علي سوق الذرة الصفراء فكفاية كل الفترة اللي فاتت فيجب التدخل السريع حتي لانضيع فالبنوك لن ترحمنا بعد ذلك.
ويؤكد سامي حسانين صاحب معمل آلي للتفريخ أن الكساد الذي أصاب السوق بسبب اللواء رفعت الجميل صاحب أكبر أسطول في مصر فعنده حوالي 200 نزلة وبهذا يسيطر علي الشحن الداخلي وهو كذلك امبراطور ميناء دمياط فيتحكم في الشحن والاستيراد مما يؤدي إلي رفع الاسعار كما يحلو له ولايشغل باله المربي الصغير الذي يعيش علي هذه التجارة فاذا لم تهتم الحكومة الجديدة بمعالجة هذه الآفة الاحتكارية فستري مصر ومحافظة القليوبية خسائر غير طبيعية وستتأثر تجارة تربية الدواجن لعدة سنوات للهبوط والخراب فثمن طن الذرة لايتعدي ألف جنيه بعد شحنه وتفريغه داخل شركات الجميل.
ولم يكتف اللواء طيار رفعت الجميل بأحتكار هذه التجارة الهامة في حياة الوطن بل زحف خلف صديقه مبارك المخلوع والذي أبدي رغبته في مساعدته ليصل إلي البرلمان ليخوض معركة شرسة مع النائب السابق حمدي شلبي بمدينة دمياط حيث ذكر حمدي شلبي رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب السابق كثيرا أمام الجماهير وفي جميع وسائل الإعلام أن رفعت الجميل ليس لديه رؤي سياسية وفتح له الحزب الوطني الدوائر لكسب معركة خاسرة إلا أنه بالفعل وجد تسهيلات من مبارك وأنفق ما يزيد علي 42 مليون جنيه وتبرع بعدد 8 سيارات إسعاف لينقل الفلاحين البسطاء فبلغ ثمن الصوت 100 جنيه وفرخة وقدم تنازلات عديدة للوصول إلي هدفه وهو الحصانة.
وأكد شلبي أن الجميل تعرض لازمة مالية عام 2005 بلغت مليار جنيه فيما كانت أقل من ذلك في انتخابات عام 2000 وكان يريد البرلمان لاستعادة الكرة في ملعبه لحساب مصالحه الشخصية حيث لايملك رأيا سياسيا واضحا وبعيد كل البعد عن حياة الناس فمثل هذا المحتكر لايهتم إلا بالمال والبيزنس وكيف لايكسب ملايين الجنيهات مادام شريكا لرئيس الجمهورية شخصيا ولم ينفي رفعت الجيمل أنه أنفق مبالغ طائلة بدائرته ولكنها تدخل ضمن بعض المشروعات الخدمية من دور مناسبات ومساجد ومدارس ولكنها خدمات لم توفرها الدولة لدائرتي مما جعل عددا كبيرا من المحللين السياسيين يتهمون الجميل بعدم الوفاء لصديقه مبارك فبهذه العبارات يتهم مبارك ونظامه بالتقصير والاهمال مع تلبية متطلبات دائرته.
منشور في صوت الأمة بتاريخ 8 مايو 2011

السبت، 12 نوفمبر 2016

مخطط نجل رفعت الجميل الخبيث للتخلص من العاملين

طالما تغنى رفعت الجميل بشركته التي يعتقد أنها أفضل شركة على مستوى الجمهورية، وأنه يفتخر بحجمها وإمكاناتها هذا ما قاله في يوليو عام 2014 في اجتماع هام للعاملين مانحا إياهم زيادة في الراتب قدرها 100 جنيه لمواجهة تداعيات رفع أسعار الوقود وقتها!
وبعيداً عن الفساد الذي اعتاد هذا الرجل ممارسته لسنوات طوال، وسوء البضاعة التي يقوم بتخزينها فهذا موضوع آخر سأتناوله في وقت لاحق.
بعد خروج أيمن الجميل من الحبس بعد الحكم ببرائته من قضية فساد وزارة الزراعة، استعان بأحد ضباط الشرطة الذي قد تعرف عليه خلال فترة سجنه يدعى وئام رشدي وكلفه بإدارة كل شيء في الشركة، ومنذ اليوم الأول لوصوله إلى الشركة في ميناء دمياط مارس الرجل الشيء الوحيد الذي يجيده معتبراً كل من يعمل في الشركة سجناء وهمه الأول والأخير هو ضبط العاملين نائمين في حالة تلبس فلا يعنيه أن يؤدي عمله أم لا  كل همه هو حصد أكبر عدد ممكن من النائمين لينال رضا ولي نعمته أيمن الجميل الذي يمنحه راتباً كبيراً نظير قيامه بمهمته الخارقة تلك، وبالفعل تمكن من إيقاف عدد كبير من أفراد الشركة عن العمل خاصة أفراد الأمن، وأصبح الأمر هواية مفضلة لديه خاصة في الوردية الليلية التي يحرص كل الحرص على المرور فيها.
وئام رشدي
ولأنه ظل يعمل في السجن فهو يظن أن المساجين في الشركة يمارسون اللؤم عليه لأنه ومع مرور الوقت لم يستطع ضبط أفراد نائمين ليلاً لأن الجميع قد تعلموا الدرس وباتوا يتجنبون النوم تماماً تجنباً لأذاه الذي يتنافى مع المنطق، فانتقل إلى النظر إلى عيون الأفراد العاملين فلو وجد عينه حمراء سيعتبره نائماً!! ولو وجد أحدهم يتكلم في التليفون فهو في نظره جاسوس يقوم بتحذير الآخرين من قدومه! فيوقفه عن العمل!!!
ولأنه لم يتمكن من فصل العدد الكافي من العاملين، انتقل أيمن الجميل إلى المرحلة الثانية، وهي عمل مقابلة شخصية واختبار للعاملين !!! في خطوة تتنافى مع المنطق لأن تلك الأمور من البديهي أن يتم إجرائها على المتقدمين للوظيفة منذ البداية وليست على من قضى في العمل سنوات طوال فالمهم لدى الجميل أن يتخلص من العمالة بأقل تكلفة ودون دفع مستحقات الإستغناء عنهم، ولا يقوم بمواجهتهم مباشرة فهو يخشى المواجهة المباشرة مفضلاً تسليط كلابه عليهم!
أيمن الجميل، واستمرار الفساد مع تعاقب أجيال الفاسدين