الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

رفعت الجميل استغل صداقة مبارك واحتكر استيراد القمح منذ 30 سنه


  • الرئيس المخلوع صنع منه حوت ميناء دمياط وصاحب أكبر أسطول للنقل
  • ولم يكتف اللواء طيار رفعت الجميل باحتكار هذه التجارة الهامة في حياة الوطن بل أبدي رغبته في للوصول إلي البرلمان

كشفت الاحداث الأخيرة من خلع الرئيس مبارك وتقديمه للمحاكمة الستار عن شخصيات ظلت سنوات طويلة بعيدة عن الاضواء منهم أقاربه واصدقاؤه المقربون ممن حاولوا الاستفادة منه ورسموا خطأ واضحا «للهبش» وظلوا يحققون ما يزيد عن طمحاتهم وأحلامهم ويأخذون كل ما يرونه جميلا وثمينا يؤسسون الشركات ويحصلون علي توكيلات عالمية، يستولون علي أراضي الدولة ويدفعون فيها أرقاما زهيدة تسخر منها عندما ترددها وسائل الإعلام وربماتموت غيظا عندما تري الفيللات والشاليهات التي يقيمون فيها.
أهم الاسماء التي استفادت من العصر البائد
اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل أحد أهم اصدقاء مبارك وصاحب شركة «أيه ون» للاستيراد والتصدير إحدي الشركات المساهمة انشئت عام 1981 مع تولي مبارك الحكم تعمل الشركة في مجال النقل الثقيل وتجارة الحبوب والتي تبلغ 3 ملايين طن سنويا كما تعمل في مجال التخليص الجمركي والتخزين داخل ميناء دمياط بحوالي 125 ألف طن وقدرتها علي أعمال النقل تصل إلي 12500 طن يوميا وتقوم الشركة بأعمال الشحن والتفريغ بقدرة تبلغ 18000 طن يوميا وهي الشركة الأولي في مصر في هذا المجال والتي تحتكر استيراد القمح وصناعات الدقيق المميز والتخزين والشركة مملوكة لرفعت الجميل ونجله أشرف.
وتؤكد مصادر هامه أن عائلة الرئيس مبارك تساهم بحوالي 17% من الاسهم الحالية ولذلك تحتل شركة إيه ون مكانة عالمية ومحلية.
سهلت علاقة الطيار رفعت الجميل بالرئيس مبارك أمورا كثيرة حتي تقف الشركة علي أرض صلبة وحصلت بتوصية من مبارك شخصيا بأعمال الوكالات الملاحية وخدمات السفن العملاقة والتخليص الجمركي لتموت في تلك الفترة جميع الشركات المنافسة بأوامر عليا من بيت الرئاسة فيحيا الرئيس وصديق الرئيس .. وزادت طموح الصديق علي صديقه فأصبحت الشركة صاحبة أكبر أسطول من السيارات المتخصصة في نقل البضائع حيث تجاوز اسطولها 180 سيارة وأصبحت الوكيل الوحيد لشركة فوتون للنقل الثقيل وقطع الغيار.
دخلت شركة إيه ون دائرة الشركات الكبري المميزة مما أثار غيظ المنافسين وقامت مجموعة كبيرة من السائقين بتحطيم مقطورات مملوكة للجميل وتكسيرها علي طريق الدقهلية ولمدة عشرة أيام وقام الأهالي برشق السيارات وإشعال النيران بها.
يحتكر الجميل استيراد الذرة الأمريكي ليصبح المستورد الوحيد المسيطر علي الأسعار مما سبب ارتفاعا رهيبا في أسعار الأعلاف وأصيبت الثروة الداجنة بالكساد خاصة في محافظة القليوبية التي تعتبر هذه المهنة موردها الرئيسي في الكسب ويعمل بها حوالي 2 مليون شاب ومرب ورغم ربط سعر الذرة بالسعر العالمي لدعم الفلاحين فأن شركة إيه ون تستورد الذرة من الولايات المتحدة بسعر 200 دولار للطن في حين يباع بسعر 2200 جنيه للمستهلك والمربي مما أدي لانخفاض ملحوظ في تربية المواشي والدواجن وذكرت صحيفة فيرومونس الروسية في عددها رقم 7521 بتاريخ 12 مارس 2010 أن شركة إيه ون هي إحدي كبري الشركات العالمية التي تحتكر استيراد الحبوب وخاصة الذرة والقمح ويعتبر ذلك مؤشرا سئيا لهبوط الاقتصاد المصري وخاصة لعملية تربية الدواجن والمواشي.
وكانت «صوت الأمة» قد التقت ببعض العاملين في مجالات تتعلق بتربية الدواجن حيث يقول حسن مسعود موزع معتمد لأعلاف بمدينة قليوب أن ارتفاع الاسعار يأتي بسبب احتكار فئة قليلة للذرة الأمريكية حيث يصل سعرطن العلف إلي ثلاثة آلاف ومائة وخمسين جنيها وهذا لايتناسب مع اسعار بيع الدواجن من الفراخ والبط مما يهدد بانهيار هذه التجارة التي يعيش عليها أكثر من 50% من سكان محافظة القليوبية فنطالب المجلس العسكري بضرورة التدخل لمنع سياسة الاحتكار المخربة.
ويري عبدالخالق عوض الله صاحب مزرعة بكفر شكر أن اسعار الأعلاف لاتتناسب نهائيا مع اسعار بيع سلعة تكلفنا أكثر من ثمنها فمثلا تربية قطيع من البط يكلف مايزيد علي مائة ألف جنيه وإذا كان البيع بمبلغ ثلاثين الف فالخسارة تزيد علي سبعون ألفا والسبب اصحاب مصانع الأعلاف المستمرة في الزيادة كل يوم ورفعت الجميل هو المسيطر علي سوق الذرة الصفراء فكفاية كل الفترة اللي فاتت فيجب التدخل السريع حتي لانضيع فالبنوك لن ترحمنا بعد ذلك.
ويؤكد سامي حسانين صاحب معمل آلي للتفريخ أن الكساد الذي أصاب السوق بسبب اللواء رفعت الجميل صاحب أكبر أسطول في مصر فعنده حوالي 200 نزلة وبهذا يسيطر علي الشحن الداخلي وهو كذلك امبراطور ميناء دمياط فيتحكم في الشحن والاستيراد مما يؤدي إلي رفع الاسعار كما يحلو له ولايشغل باله المربي الصغير الذي يعيش علي هذه التجارة فاذا لم تهتم الحكومة الجديدة بمعالجة هذه الآفة الاحتكارية فستري مصر ومحافظة القليوبية خسائر غير طبيعية وستتأثر تجارة تربية الدواجن لعدة سنوات للهبوط والخراب فثمن طن الذرة لايتعدي ألف جنيه بعد شحنه وتفريغه داخل شركات الجميل.
ولم يكتف اللواء طيار رفعت الجميل بأحتكار هذه التجارة الهامة في حياة الوطن بل زحف خلف صديقه مبارك المخلوع والذي أبدي رغبته في مساعدته ليصل إلي البرلمان ليخوض معركة شرسة مع النائب السابق حمدي شلبي بمدينة دمياط حيث ذكر حمدي شلبي رجل الأعمال وعضو مجلس الشعب السابق كثيرا أمام الجماهير وفي جميع وسائل الإعلام أن رفعت الجميل ليس لديه رؤي سياسية وفتح له الحزب الوطني الدوائر لكسب معركة خاسرة إلا أنه بالفعل وجد تسهيلات من مبارك وأنفق ما يزيد علي 42 مليون جنيه وتبرع بعدد 8 سيارات إسعاف لينقل الفلاحين البسطاء فبلغ ثمن الصوت 100 جنيه وفرخة وقدم تنازلات عديدة للوصول إلي هدفه وهو الحصانة.
وأكد شلبي أن الجميل تعرض لازمة مالية عام 2005 بلغت مليار جنيه فيما كانت أقل من ذلك في انتخابات عام 2000 وكان يريد البرلمان لاستعادة الكرة في ملعبه لحساب مصالحه الشخصية حيث لايملك رأيا سياسيا واضحا وبعيد كل البعد عن حياة الناس فمثل هذا المحتكر لايهتم إلا بالمال والبيزنس وكيف لايكسب ملايين الجنيهات مادام شريكا لرئيس الجمهورية شخصيا ولم ينفي رفعت الجيمل أنه أنفق مبالغ طائلة بدائرته ولكنها تدخل ضمن بعض المشروعات الخدمية من دور مناسبات ومساجد ومدارس ولكنها خدمات لم توفرها الدولة لدائرتي مما جعل عددا كبيرا من المحللين السياسيين يتهمون الجميل بعدم الوفاء لصديقه مبارك فبهذه العبارات يتهم مبارك ونظامه بالتقصير والاهمال مع تلبية متطلبات دائرته.
منشور في صوت الأمة بتاريخ 8 مايو 2011

0 التعليقات:

إرسال تعليق