الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

أهالى دمياط: أيمن الجميل «طغى وتجبر»!

نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 12 - 09 - 2015


حالة من الترقب تعم مدينة «دمياط» بعد الأنباء التى تشير إلى أن أيمن رفعت الجميل «جاءت رجله» فى مصيدة الفاسدين.. فالحوت الذى يتحكم فى الميناء، ويحتكر استيراد الحبوب والغلال، طغى وتجبر، إلى حد أن قطاعا كبيرا من الناس يقول إنه تفرعن لأن أحدا لم يرده. 
حوت الموانئ أو حوت الذرة والأعلاف أو حوت دمياط كلها أسماء أطلقت على أيمن محمد رفعت عبده الجميل، أحد أهم رجال المال والأعمال فى وجه بحرى ومصر كلها.
رجل المال والأعمال الذى ترك ملعب والده القديم وهو موانئ دمياط والإسكندرية وبورصة الغلال واستيراد الحبوب خاصة «الذرة الصفراء»، وفول الصويا والدهون المجففة والقمح، ومركزات البروتين، ليذهب بعيدا حتى وصل لتجارة الأراضى المنهوبة من الدولة بعد وضع يده عليها للعمل على تقنين أوضاعها حتى وإن كان الأمر بالرشوة.
أيمن محمد رفعت عبده الجميل، من مواليد محافظة دمياط والده هو اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل، أحد أصدقاء المخلوع محمد حسنى مبارك، أو ممن كانوا يدعون ذلك لتسهيل استيلائه على مقدرات البلاد والطغيان على العباد.
دأب الجميل على تجنيد الأتباع وسلك الطرق المشروعة وغير المشروعة للوصول إلى الأرض،استخدم سياسات: العصا والجزرة، والترغيب والترهيب، والمجاملة، وغيرها وأخيرا لم يعد أمامه سوى السقوط فى مستنقع الرشوة.
إنه رئيس مجلس إدارة شركة «كايرو ثرى إيه» للإنتاج الزراعى والحيوانى والتى تعد أكبر شركة لاستيراد القمح والذرة، ويمتلك أكبر أسطول لنقل البضائع فى مصر واستثمارات أخرى فى دبى والصين وعدد من الدول العربية والأجنبية، وكان والده برلمانيا سابقا عن الحزب الوطنى «المنحل» لدورتين متتاليتين عن دائرة مركز كفر سعد.
وأكدت مصادر قريبة من «الجميل الأب» أن الجميل الابن رجل أعمال بالوراثة وكل ثروته تعود لأبيه وتمتد جذوره لمحافظة دمياط وتحديدا شارع فكرى زاهر.
الجميل الابن الشخص الخفى فى عائلة رفعت الجميل الذى كان يعد للجلوس محل والده على عرش مملكتهم الخاصة، الأمر الذى استلزم من الأب إخفاء كل المعلومات الخاصة عن ابنه الأكبر، ونجد ذلك واضحا جدا، حيث إن معظم الأخبار التى تخص الجميل وابنه قبل ظهوره إعلاميا فى التبرعات لصندوق «تحيا مصر» كانت تنسب لابنه الأوسط «أشرف الجميل» الحاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة دفعة 1997.
وعائلة «رفعت» المتكونة من ابنه الأكبر «أيمن» والأوسط «أشرف» والصغرى «آية» زوجة المستشار القانونى لمجموعة شركات المستشار «إبراهيم» والمدرج اسمها فى قضية «أرض الطيارين» الخاصة بالفريق أحمد شفيق.
وعن ثروة رفعت الجميل وابنه أيمن يقول المصدر إنه عقب تقاعد الأب من الخدمة استثمر المال الذى حصل عليه من مكافأة نهاية الخدمة فاشترى 1000 طن ذرة من ياسين عجلان «أحد نواب القروض» وبعدها حصل على توكيل لشركة أمريكية لاستيراد وتصدير الذرة لتتوسع أعماله وتتضخم ثرواته بعد احتكاره السوق فى مصر من خلال استفادته من خدمات وعلاقات كل من على سعد رئيس شركة تداول الحاويات السابق ورئيس ميناء دمياط السابق محمود الجمال اللذين تم تعيينهما فى شركة رفعت الجميل التى أسسها بغرض الاستيراد والتصدير تحت اسم «كايرو ثرى آيه»، بالإضافة إلى استغلال الجميل لنفوذه وعلاقاته بالحكومة خلال نظام مبارك بسبب عضويته بمجلس الشعب عن الحزب الوطنى المنحل لدورتين متتاليتين.
وأضاف المصدر إنه اعتمادا على هذه العلاقات والنفوذ الحكومى أنشأ رفعت الجميل وابنه أيمن المتهم فى قضية الرشوة، شركة صوامع وهمية حصل من خلالها على إعفاءات ضريبية وجمركية متنوعة، مؤكدا أن هذه الشركة وقتها كانت عبارة عن مقر صغير دون صومعة واحدة!
وتؤكد المصادر أن أيمن الجميل ورث ثروة والده التى تكونت خلال السنوات العشر الماضية وورث أيضا نفوذه فحصل على أرض على طريق «جمصة الدولى» وتقدم مؤخرا للحصول على ما يزيد على 100 فدان لإنشاء 6 مصانع مرتبطة بأنشطة تعبئة وتغليف وتخزين الحبوب ضمن مشروع دمياط اللوجيستى.
والمفارقة أن الظهور الإعلامى لأيمن ارتبط بمجال التبرعات من خلال تقديم «مطابخ» لمدارس التربية الخاصة بدمياط الجديدة، وهو الأمر الذى أعلنت عنه الدكتورة فريدة مجاهد، وكيلة وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، حيث قالت فى مؤتمر مصور إن التبرعات التى أتت من طرق «الجميل» كانت دون المستوى بكثير وأقل مما أعلن عنه وأن الجميل كان ينوى دخول المدارس وتوزيع التبرعات من مطابخ ومكاتب بنفسه، وحينما رفضنا ذلك صال وجال وأعلن غضبه على الإدارة بأكملها، مما أدى للخروج بتوصية مكتوبة بعدم قبول تبرعات عينية إلا بعد تشكيل لجنة من الوزارة لمعاينة واستلام التبرعات حتى يتم التأكد من جودتها وصلاحيتها من عدمه.
وأعلن أيمن الجميل فى وقت سابق عن تكفله بإنشاء 4 مدارس بإدارات «كفر سعد» التعليمية وإدارة «ميت أبوغالب» وتنظيم دورات كرة بين شباب مراكز محافظة دمياط برعاية وزارة الشباب والرياضة تحمل اسم «شهداء مصر» علاوة على التعهد بإقامة معهد للأورام داخل أرض جامعة الأزهر بمدينة دمياط بقيمة 200 مليون جنيه.
الأهالى راضون
أهالى دمياط خاصة أهالى دائرة «كفر سعد» وبالتحديد «ميت أبوغالب» معقل رفعت الجميل وابنه أيمن يعربون عن رضاهم عن سقوط الفاسدين.
ويقول محمد الشيطى أحد العاملين بميناء دمياط الجديدة والمقيم بدائرة «كفر سعد» إنه حينما وصله الخبر لم يتمالك نفسه من الفرحة لأنه مثل كل الدمايطة منتظرون رد فعل على تصرفات واستغلال الجميل لنفوذه منذ ثورة 25 يناير وإلى اليوم، ويضيف أنه سارع بالنزول لمدينة دمياط للبحث عن مجلة «روزاليوسف» حينما علم من الأصدقاء أنها تناولت ملف قضية الرشوة بأكمله خاصة موضوع «الجميل».
ويلتقط «مسعد الفار» الحديث قائلا: أنا من سكان مدينة دمياط الجديدة وأعمل فى الموازين بالميناء منذ عام 2003 وكنت أضرب كفا بكف على كل أفعال البلطجة والنفوذ الرهيب للجميل.. لا يوجد حسيب ولا قريب عليه.
ويضيف: كنت شاهدا على اعتصام سائقى الشاحنات الثقيلة فى نهاية عام 2010 حينما أحرقوا شاحنتين لشركة «كايرو ثرى إيه» لأن الجميل لم يلتزم بالاعتصام، وكيف للجميل أن يشارك فى اعتصام للغلابة؟ وهو من الحيتان التى تعمل على قتلهم ومحاربتهم فى قوت يومهم؟!
ويؤكد «م.ش» رئيس وردية- طلب عدم ذكر اسمه- فى شركة «كايرو ثرى إيه» أن الجميل كان معتاداً على المجىء للشركة مرتين فى الشهر تقريبا، ولكنه ومنذ معرفة هذه القضية إعلاميا فى دمياط نزل للشركة مرتين فقط وتعمد فى المرتين أن يشاهده الجميع وهو يطوف فى أرجائها والمكاتب للإشراف عليها.
ويكمل «م. ش» إن هذا الخبر أثلج صدور الدمايطة كلهم حتى نحن العاملين بشركات «كايرو ثرى إيه» لأن نفوذ الجميل الزائد يجعله يبطش بنا بلا وازع ولا رادع، مؤكدا أن رفعت الجميل كان فى الفترة منذ تنحى مبارك وحتى منتصف مارس 2011 فى أفضل حالاته فى التعامل مع الموظفين والعاملين وحتى فى التعامل مع الشركات المنافسة والمشرفة على الشحن والتفريغ ومراقبة الجودة داخل الميناء، ولكنه ما لبث أن عاد وانقلب مرة أخرى إلى الأسوأ، مبرهنا على ذلك بطرد رفعت الجميل فى بداية فبراير 2011 ومنعه من دخول مدينة «جمصة»، وكان رد الفعل لا يمكن أن يحدث قبل حدوثه بعشرة أيام فقط.
وفى السياق نفسه أكد اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية لمكافحة جرائم الأموال العامة سابقا أنه لمكافحة الفساد لابد من أن تتوافر جميع الظروف لمجابهتها وعلى الشعب أن يتعاون فى كشف وقائع الفساد وضرورة تفعيل قانون الإرهاب.
ويقول «المقرحى»: إن على الدولة مجابهة الأزمة بكل الطرق، وأن منظومة الفساد العالمية ليست مقياسا لتحديد معيار الفساد فى مصر، مشددا على تفعيل قانون «86» لكونه القادر على مجابهة الفساد بكل أنواعه من فساد مالى، إدارى، أخلاقى، تشريعى. وتابع المقرحى إن هناك أسماء لمجموعة من المنتفعين بدأ ظهورهم فى أواخر الثمانينيات وكان أبرزهم اللواء طيار متقاعد رفعت الجميل وعلى الدولة محاسبته ومحاسبة من على شاكلته من هؤلاء المنتفعين ليكونوا عبرة للأجيال المقبلة. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق