أيمن الجميل (في الوسط) مع وئام رشدي (اليمين) يتكلم مع أحد العاملين في شركاته |
ارتفاعات شاهقة أصابت أعلاف الدواجن خلال الفترة الأخيرة، حيث قفز سعرها فجأة من 4800 إلى 6300 جنيه، بمقدار زيادة بلغت 1500 جنيه مرة واحدة بعد تعويم الجنيه، ويُعد السبب الرئيسي في هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار هو محتكر الحبوب رفعت الجميل، بسبب رفعه لأسعار المدخلات الأساسية للأعلاف من الذرة والفول الصويا.
ويحتل "الجميل"، لقب أمبراطور ميناء دمياط، بحيث يتحكم مع عدد ليس بكثير من كبار التجار، في أسعار الحبوب بشكل عام، وأسعار الأعلاف بشكل خاص، مستغلا صعود الدولار أمام الجنيه في تحقيق مكاسب رهيبة على حساب الغلابة، حيث تمكن الجميل من رفع سعر الأعلاف في العام الماضي من 3500 إلى 4800 جنيه، وبعد مرور عامًا واحدًا فقط قام برفع السعر إلى 6300 جنيه، مع توقعات بارتفاع أسعاره أكثر من ذلك خلال شهور قريبة.
واستمرت نفوذ الجميل القوية بعد سقوط دولة مبارك، حيث كان يُعد من أقرب المقربين لجمال مبارك، بخلاف الشراكة التي جمعتهما كثيرًا، كما أنه هو صاحب شركة "أيه ون" للاستيراد والتصدير إحدي الشركات المساهمة التي انشئت عام 1981 مع تولي مبارك الحكم، وتعمل تلك الشركة في مجال النقل الثقيل وتجارة الحبوب والتي تبلغ 5 ملايين طن سنويا، كما تعمل في مجال التخليص الجمركي والتخزين داخل ميناء دمياط بحوالي 200 ألف طن وقدرتها علي أعمال النقل تصل إلي 15 ألف طن يوميا، وتقوم الشركة بأعمال الشحن والتفريغ بقدرة تبلغ 20 ألف طن يوميا، وهي الشركة الأولي في مصر في هذا المجال والتي تحتكر استيراد القمح وصناعات الدقيق المميز والتخزين.
وقال مصدر مطلع بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن علاقة رفعت الجميل، الطيار السابق أمبراطور دمياط حاليا، بالرئيس مبارك، سهلت أمورا كثيرة حتي تقف شركة "أيه ون" علي أرض صلبة، وحصلت بتوصية من مبارك شخصيا على أعمال الوكالات الملاحية وخدمات السفن العملاقة والتخليص الجمركي لتموت في تلك الفترة جميع الشركات المنافسة بأوامر عليا، حتى تحولت الشركة لأكبر أسطول من السيارات المتخصصة في نقل البضائع حيث تجاوز اسطولها أكثر من 250 سيارة وأصبحت الوكيل الوحيد لشركة "فوتون" للنقل الثقيل وقطع الغيار.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"أهل مصر"، أن أمبراطور دمياط الملقب بـ"الجميل"، احتكر استيراد الذرة الأمريكي ليصبح المستورد الوحيد المسيطر علي الأسعار، مما سبب ارتفاعا رهيبا في أسعار الأعلاف، وأصيبت الثروة الداجنة بالكساد خاصة بمحافظة القليوبية التي تعتبر هذه المهنة موردها الرئيسي في الكسب، ويعمل بها حوالي 2 مليون شاب ومربي، ورغم ربط سعر الذرة بالسعر العالمي لدعم الفلاحين فأن شركة "إيه ون" تستورد الذرة بأسعار ضئيلة لتبيعها بأسعار باهظة.
وكانت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمحكمة التجمع الخامس، برئاسة المستشار أسامة الرشيدى، قضت اليوم الإثنين، ببرائة كل من، أيمن الجميل ومحمد فودة من الاتهامات المنسوبة إليهما طبقا للمادة 107 من قانون الإجراءات الجنائية.
وتعود القضية إلى أكتوبر الماضى 2015، والتى جاءت لمحاكمة وزير الزراعة السابق صلاح هلال و 3 آخرين، في قضية اتهامهم بطلب وأخذ رشاوى والتوسط فيها، نظير تقنين وضع يد أيمن محمد رفعت الجميل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "كايرو ثري ايه"، ومحمد محمد فوده المنتحل صفة كاتب صحفي "وسيط فى الرشوة"، على مساحة 2500 فدان بنطاق مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة، وهي القضية المعروفة إعلاميا بـ "رشوة وزارة الزراعة".
ووصف المستشار أسامة الرشيدي، المادة 107، من قانون العقوبات، التى تعفى الراشى والوسيط من العقاب، بالرخصة لإفساد الموظفين العموميين. وتنص المادة 107 مكرر من قانون العقوبات بأن يعاقب الراشى والوسيط بالعقوبة المقررة للمرتشى، ومع ذلك يعفى الراشى أوالوسيط من العقوبة إذا أخبر السلطات بالجريمة أو اعترف بها.
والإعفاء الوارد بالمادة 107 مكرراً عقوبات قصره على الراشى ومن يصح وصفه وسيطا سواء من جانب الراشى أو المرتشى، حيث تنص على "لما كان الحكم المطعون فيه قد عرض لدفاع الطاعن بتمتعه بالإعفاء المنصوص عليه فى المادة 107 عقوبات واطرحه فى قوله - وحيث إنه لما كانت المادة 107 مكرر عقوبات تجرى على أن يعاقب الراشى والوسيط بالعقوبة المقررة للمرتشى، ومع ذلك يعفى الراشى أو الوسيط من العقوبات إذا أخبر السلطات بالجريمة أو اعترف بها، فإنه من المقرر أنه يشترط فى الأعفاء الذى يؤدى إلى إعفاء الراشى أو الوسيط من العقوبة.
ووفقا لهذه المادة أن يكون صادقا كاملا يغطى جميع وقائع الرشوة التى ارتكبها الراشى أو الوسيط دون نقص أو تحريف، وأن يكون حاصلا لدى جهة الحكم حتى تتحقق فائدته فإذا حصل الاعتراف لدى جهة التحقيق ثم عدل عنه لدى المحكمة فإنه لا يمكن تطبيق هذا الاعفاء.